استمر في القراءة لا مكان للتاريخ في القصة القصيرة جدًا.. بقلم: حيدر الأديب/ العراق.
أرشيف التصنيف: مقالة نقدية
المبدأ التفسيري لتحليل النصوص الأدبية/ الناقد مختار أمين/ مصر.
لم يكن المبدأ التفسيري لتحليل أي نص أدبي كما تعارف عليه في المؤسسة النقدية من خلال ما تفرزه غدد النقاد التقليديين؛ هو تفسير موضوع النص، ومحاولة تفكيك فكرته وما ترميه من أهداف للوصول إليها..
إذ أن تفسير الموضوع غاية الأسلوب الأدبي ومدى قدرة الكاتب على الإمساك باللغة وبلاغتها، وإثبات النظرية البنائية والتركيبية كما حددها بلومفيلد، وهي نظرية تهتم بالجانب الوصفي من اللغة، وتنظر إليها على أنها وحدات صوتية تتجمع لتكوّن المورفيمات* التي تكوّن الجملة، وبساطة الموضوع وسلاسته وطريقة عرضه تخص أسلوب الكاتب، ولم يعدّ الكاتب كاتبا احترافيا إلا وتحلّى بأسلوب جاذب مشوّق يعينه على توضيح موضوع نصه الأدبي، إذ أن البغية في النص الأدبي الوضوح وليس الغموض، والنص الذي يحتاج لجهد كبير في تفسير موضوعه مصاب بالعوار في بنيويته، وشرخ كبير في أسلوبه، وتكوينات لغته، ولكن الموضوع هو أحد معايير المبدأ التفسيري الذي كوّنه الناقد المحلل، وهو أحد الركائز المؤكدة له.
كما أن الفكرة صيّغها الموضوع، وهي الجوهر النفيس الذي انصهر في مخيّلة الكاتب ليصب في قالب يتوّجها وهو الموضوع، وهي تعدّ أيضا معيارا مؤكدا للمبدأ التفسيري، حيث التلوين الذي يظهره التصوير الجيّد من خلال أفكار مساعدة ابتكرها الكاتب من خلال الموضوع، والحدث الفاعل، والشخصيات، والحوار، واللغة ومشتقاتها، كل هذا بمثابة الطرق المتفرعة التي تؤدي بالمتلقي أو المفسر إلى الميدان الواسع الكبير -رأس الفكرة الأم- في النصوص القصصية والروايات، وهي معاناة الشاعر ومخزون مشاعره تجاه موقف معيّن أو شخص، وهي نتاج كل هذا وفق خياله المرّهف الذي يمثل روح الموضوع عندما تنداح الفكرة بداخله وتتخلل وتتشابك، وتلوّنها وتشكلها الصور الجمالية البديعية.
فلم يعد بعد هذا المبدأ التفسيري أن يهجم ناقد تقليدي على نص أدبي في تحليله وتفسيره بشرح موضوع النص كما المترجم من الأعجمية إلى العربية، أو كما مفسر الإشارات للخرس، والتلعثم أحيانا في تفكيك الفكرة، ويتجنب جماليات السرد والأسلوب وجماليات اللغة والبناء، لم يكن كل هذا الهراء مجازا في النقد الأكاديمي الحديث.
لابد للناقد أن يتناول النص الأدبي كما يتناول المحلل النفسي الإكلينيكي الحالة المرضية المستعصية، يحاول بقدر الإمكان فك شفراتها من خلال الاصغاء المتواصل للحكي -التداعي الحر الطليق- بلا ملل -كسماع الحالة في تداعيها الحر المطلق في التحليل النفسي في الموضوع الواحد أكثر من مرة- الذي يوازي في النص الأدبي القراءة لعدد من المرات حتى يظهر له في كل مرة اكتشاف جديد من خبايا النص، حتى يكون قد وصل لكل آنات المريض وأوجاعه، ويضع يده على مسببات الآلام وتفاقم المشاكل، كما الناقد برؤية النص الأدبي من جميع الأوجه والاحتمالات، وكما يصل المحلل النفسي إلى تشخيص دقيق لا يحتمل أدنى خطأ ليضع مبدأ تفسيريا واحدا يبني عليه خطة العلاج الشافية الناهية بالتأكيد على جميع علل المريض، أيضا يكون الناقد المحلل المفسر للنص الأدبي وضع يده على مبدأ تفسيري واحد حقيقي صادق يعينه على تفسير النص وتحليله ليصل المتلقي لبغية الأدب من الامتاع وسمو الروح، وكما يستقي المحلل النفسي مبدأه التفسيري للحالة ليعينه على وضع خطة للعلاج من دراسة تاريخ الحالة وبيئتها الداخلية والخارجية، يستقي الناقد المحلل من خلال الموضوع والفكرة والأسلوب واللغة والتكنيك والحدث الفاعل المفتعل مبدأ تفسيري يعينه على تحليل النص وتفكيكه لبغية الامتاع، ويحرّض على محاربة النقص والتقصير..
أي أن الإنسانية الحديثة، وتعدد لسانيتها وتشابكها وتلاحمها، وإيقاعها الزمني الذي يقاس بالفيمتو ثانية يحتاج للنقد والناقد التطبيقي الحديث -يتعامل مع كل عناصر النص الأدبي- ليستخرج مبدأ تفسيريا واحدا ينطبق على كل هذه العناصر ولا يتجاوز بعضها.
مختار أمين/ روائي وناقد
ــــــــــــــــــــــــــــ
* مورفيمات: المكونات الصوتية والصرفية للألفاظ..
الأفعال في القصة القصيرة جدًا/ محمد الميالي – العراق.
أركان القصة القصيرة جدًا وعناصرها الجمالية.. بقلم محمد الميالي/ العراق.
الإيقاع الشعري في قصيدة النثر. بقلم: فالح الكيلاني/ العراق.
استمر في القراءة الإيقاع الشعري في قصيدة النثر. بقلم: فالح الكيلاني/ العراق.
حجم القصة القصيرة جدًا بين الإفراط والتفريط.. رائد الحسن/ العراق.
استمر في القراءة حجم القصة القصيرة جدًا بين الإفراط والتفريط.. رائد الحسن/ العراق.
سهيلة بن حسين حرم حماد: هل الرّواية التاريخية تأريخا للأحداث أم تذويتًا أم تذويبًا للتاريخ في الخطاب لإعادة طرح أسئلة من جديد للتأمل لزرع وعي آخر؟.. تعقيبا على مقالة (زمن الرواية.. التّخطيط لكتابة رواية ناجحة)لـ د. مختار أمين
المقالة:
(زمن الرواية.. التّخطيط لكتابة رواية ناجحة) لـ د. مختار أمين. الصادرة بجريدة البينة العراقية الثقافية بتاريخ 20/09/2020.
عندما تنوي كتابة رواية بشكل احترافي، لابد أولا أن تتأكد من موضوعها أنه يصلح لهذا الجنس من الأدب، لأن كل جنس أدبي ينادي موضوعه الذي يليق به، فهناك موضوع لا يتعدى الخاطرة العابرة، وموضوع يصلح للومضة، وموضوع يصلح للقصة القصيرة جدا، وموضوع يصلح للقصة القصيرة، وهكذا..
فموضوع الرواية هو أقرب لنقل جياة شبه كاملة، وأحداث ومواقف أشخاص وأماكن وتاريخ، والموضوع لابد وأن يتناسب مع هذا..
كيف نتعرف على القصة القصيرة جدًا الجيدة؟ الحلقة (1)/ مريم بغيبغ
إن كثيرا من القصص القصيرة جدا التي كتبها الكتاب العرب على مواقع التواصل الاجتماعي، جعلتنا نشهد ميلاد قصة قصيرة جدا واعية بشروط الجنس، تجاوزت تلك القصة القصيرة جدا التي ولدت مع جبران خليل جبران وفاروق مواسي، وزكريا ابراهيم، ومحمد الحاج صالح، وعزت السيد أحمد، وعدنان محمد، وفوزية جمعة، شكري الطيار وابراهيم سبتي… إلخ من الرواد الذين ذكرهم الناقد “هيثم بهنام بردي” في كتابه القصة القصيرة جدا: المجموعات القصصية (1989-2008) الصادر بدمشق سوريا سنة 2011.
استمر في القراءة كيف نتعرف على القصة القصيرة جدًا الجيدة؟ الحلقة (1)/ مريم بغيبغ
المؤلف حيًّا.. بقلم: سيد الوكيل/ مصر
تستوقفني بعض الرؤى النقدية التي أراها متجاوزة للمألوف والدارج، إذ لدي قناعة، أن النقد يرسف في أغلال أداتية قديمة، تكبله وتحد من قدرته على ملاحقة التغيرات السريعة في الإبداع. في مقابل خفوت النظريات التي كانت دافعًا لتطوره خلال القرن العشرين، بدأ في الترهل، والفقر، حتى أنك في كثير من الأحيان، تسمع كلامًا واحدًا يقال من نقاد مختلفين، عن أعمال مختلفة. استمر في القراءة المؤلف حيًّا.. بقلم: سيد الوكيل/ مصر
الكلمة وإشباع الفكرة في القصة القصيرة جدًا.. د. عبد المجيد أحمد المحمود/ سوريا
١- أن تقدم شيئا مفيدا للنص.
٢- أن تكون في مكانها الصحيح.
٣- أن تغني فكرة النص.
٤- ألا تكون زائدة أو فائضة عن حاجة النص.
٥- أن تكون متميزة لغةً وموسيقا وإيحاءً وإضمارًا.. وبالتالي عليها أن تكون بليغة.
٦- أن نتجنب تكرارها إلا إذا كان هذا التكرار يخدم فكرة القصة، ويشكل غاية أساسية في النص، بحيث لا يستوي النص ولا تقوى فكرته وتتعمق بدون هذا التكرار.
٧- أن نختارها بحيث تكون معبرة بأفضل شكل عن فكرة النص، سواء كانت تلك الكلمات شائعة أو غريبة، المهم في الأمر مدى ارتباطها بالفكرة وملاصقتها لها.
٨- محاولة التقليل من الضمائر خاصة المتصلة منها لأنها تسبب توهان القارئ وضياع الشخوص من يده، وتحيل بالتالي إلى قراءات خاطئة وبالتالي ضياع رهان النص.
٩- محاولة تجنب المصطلحات الأجنبية لخصوصية الكتابة العربية.
١٠- أن تكون هذه الكلمات غنية بأفعال الحركة التي تعطي تأزيمًا للحدث، والحذر كل الحذر من الأفعال الوصفية، التي مهما كثرت في النص فإنها غالبا ما تفشل في خلق توتر وتأزم وبالتالي تنزاح أكثر بالنص نحو الخاطرة.
وينبغي ألا ينسينا تركيزنا على خاصية التكثيف هذا الأمر(إشباع الفكرة)… ففي كثير من الأحيان يبدو للوهلة الأولى أنه يمكننا أن نستغني عن الكثير من الكلمات في النص القصصي بحجة التكثيف، ويبدو أن لا ضرر في ذلك ولا تأثير على فكرة النص وبنيته، لكننا حالما نفعل ذلك نجد وكأننا نزعنا من ذلك النص شيئا من روحه وجعلناه مجردا من الحكي اللائق المؤدي لإشباع الفكرة والذي يقوّي و يعمّق بشكل خاص الإحساس والشعور والعاطفة المتفاعلة مع ذلك النص.