الفنان “محمد هاشم المنشد”.. “اللوحة حياة – عالم من الوجع ورغبة في البقاء” قراءة: عقيل هاشم/ العراق.


 “الفن بُعد حقيقي في مضامينه التشكيلية، يوظفه الفنان وفق تجربته في الفن التجريدي، بتحويل أبجدية الواقع والشخوصات والحروفيات بحسية وأسلوب تعبيري متنوع المضامين، إلى عالم من التجريد المعاصر…”
  وأنت تستعرض أعمال الفنان “محمد هاشم” تداهمك معايير جمالية قد تكون لكثرة الخصائص الجمالية والتكويناتها الفنية فيها تدخلك الى عالم الحلم، حمولات فكرية من تداخل المعنى للحروفيات مع اللون في الوقت ذاته، وغزارة الوجع الإنساني فيها لتصبح فضاءات تتسم بدرجة عالية من الإدهاش والفنتازيا.
  إن أعمال الفنان تتسم بجماليات فنية مدهشة، وبشمولية تشكيلية توحي بالتفاؤل بمستقبل المشهد الفني العراقي. فأعماله تترابط على نحو جمالي يرصد المفردات الشخوصية والحروفية بخلفيات فنية ودلالية ومضامين هادفة، فينسجها في عمق التجريد بتقنيات عالية ما يجعلها محملة بالإيحاءات والدلالات التي تعزز الوجود الفني وترقى باللوحة التشكيلية إلى مستوى عالي الجودة تباشر العين والإحساس.
  كثيراً ما يحاول الفنان الحفاظ على ذلك بإزدهار وتألق ، فمن أبرز التجليات المعبرة عن ذلك مانهل منه الفنان العراقي من جذور الفن الرافديني الضاربة بقوة وصلابة في أعماق الحضارة السومرية، ولذا استمدت لوحاته من التراث والمعاصرة. وراحت تتعانق وبحوار طويل وصامت فيما بينها لتخلق مناخ له أسراره ولغته الخاصة.
  الناظر بعمق لتلك اللوحات تظهر له بعض العوالم الجديدة. ففي أعماله الحروفية الأخيرة والمنزاحة عن المعتاد لتشكل بؤرة جمالية معاصرة تمنح القارئ مساحة للتعمق في جوهرها الفني وخطابها الجمالي.
 

تتطلب عرض الشرائح هذه للجافا سكريبت.

 
  مفردات فنية لينسج منها المادة التعبيرية، لوحات تشير في عمقها إلى دلالات تمتح وجودها من الواقع الخطي والحروفي، ومن المضامين التي تغلف المادة الفنية ككل.
تمتزج خلالها ملامح الألوان والأنساق الحروفية، والتوازن في الشكل، بموتيفات تبعث في أعماله حركة وموسيقى هادئة، وهو يركب ذلك بتقنيات تجمع بين المظهر الجمالي والتعبير بأسلوب حروفي مثير.
 فتتبدى مختلف الجماليات في التوزيع اللوني، والخطوط والحركة،وحركة الحروف وتعاشقها.
  إن التعامل مع الحروفية والخط العربي بعناصره اللونية والرمزية والعلاماتية بنوع من المرونة الفنية يبرز القدرة الفائقة في تعبيرات الفنان ويبين أسلوبه المميز، الذي يسهم في إرساء مسلك حروفي يقوم على نحو من الثقافة والمعارف والعوالم الدلالية.
  وهنا يتبنى لفنان خاصية التحليل على مسطح لوحاته ليضفي على أعماله العمق البليغ مستعينا بالتحليل الذي يجسد عملية معرفية تقوم على علاقة كل جزء بالآخر باستخدام تقنيات ومعالجات متنوعة مستعينا بالتحليل ليفعل الانتقال من ظاهر الشيء إلى حقيقته.
وعلى ضوء ذلك نجد أن العناصر أو الأجزاء التي إنتهى إليها الفنان يعمد الى عملية التحليل والتي يقوم بها لاحداث علاقات ترابطية متماسكة بين جزيئات عمله الفني كافة من شكل ومضمون .
  ومن خلال متابعة معارضه الفنية نرصد عمق التجربة . الفنان يصر على أن هناك توافق ما يصل له لحد الإنسجام فيما بين مفهوم التحليل الفني المعاصر والثقافة الاسلامية “الحرف ” التي عايشها كأجزاء تكون الكليات المحسوسة والتي تاثرت بها أعماله في قوامها العام المنتطم والمتوافقة واسلوبه الفني الذي يتسم بالخصوصية المفرطة.
  والتي تثير الوجدان والتفكير في جماليات التركيب الشكلي.استطاع أن ان يجسد ثقافته الفنية بأسلوب بليغ ومتمكن .
  فالإيقاعات اللونية والأشكال التراثية والرموز القديمة والحروفيات، كلها تشكل ركاما دالا على مقصديات ثقافية، كما أن عمليات توزيع الأشكال والألوان تشكل مجالا جماليا تكسب أعماله التشكيلية حيوية ورشاقة.
  وتأكيدا لنهجه الفني والذي يرتكز على رؤى ثقافية وتراثية تهدف إلى إبراز مختلف الجماليات بانطباعية بائنة، فيحقق بذلك التوازن الإبداعي بين المادة الفنية وتشكيل حوارية الأمكنة. وبحركة فراشات الفنان يتحول الواقع إلى صيغ تشكيلية وجمالية مبهرة تسر الناظر وتنتج المعنى .

أضف تعليق